Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 20:00

 

 

ليس الأقوى بقوي دائما قوَة تجعله يسود أبدا إذا لم يحوّل قوته حقّا والطاعة واجبا. ومن هاهنا كان حق الأقوى وهو حق ينظر إليه ظاهريا بضرب من السخرية وإن كان في الواقع قد غدا مبدأ : ولكن لم لا تشرح لنا دائما هذه الكلمة ؟

إن القوة لهي قدرة مادية. فلست أرى أي أخلاقية قد تنتج عن نتائجها. فالخضوع للقوة هو فعل ( من أفعال ) الضرورة لا الإرادة أو هو في الأكثر فعل ( من أفعال ) الحصافة. فبأي معنى يكون هذا واجبا ؟

لنسلم لحظة بهذا الحق المزعوم . فأقول إنه لا ينتج عنه إلا هراء لا تفسير له . فما أن تغدو القوة هي التي توجد الحق ، وتتغير النتيجة بتغير السبب ، حتى ترث كل قوة تتغلب على الأولى حقها. وما إن يقدر المرء أن يعصي دون عقاب حتى يقدر على ذلك بصورة شرعية، ومادام الأقوى على صواب دائما، فليس للمرء إلا أن يسعى ليكون الأقوى .

( أما ) والحالة هذه فما الحق الذي يذوي حين تبطل القوة ؟ فإذا كان لنا أن نطيع بدافع القوة فلسنا نحتاج إلى أن نطيع بدافع الواجب ، وإذا لم نحمل بالقوة على الطاعة فليس لنا إليها من تكليف . هكذا إذن نرى أن كلمة الحق هذه لا تضيف إلى القوة شيئا ؛ إنها لا تعني هاهنا شيئا. أطيعوا ذوي السلطان . فان يعن هذا : اخضعوا للقوة - وهذا الأمر حسن ولكنه غير مجد- فإني أجيب قائلا إنه لن ينتهك أبدا. فكل قدرة إنما هي من الله ، وأنا أسلم بذلك ، ولكن كل داء فمنه يكون أيضا. أفيعني ذلك أنه يحرم دعوة الطبيب ؟ وإن طلع علي بعض الصعاليك من ناحية في غابة فانه لا ينبغي لي أن أعطيه كيس نقودي فقط ، ولكن حين أقدر على إخفاء ( الكيس ) أأكون بصراحة مجبرا على إعطائه إياه ؟ إذ - في الأخير - أن المسدّس الذي يشهره هو كذلك قدرة. لنتفق إذن على أن القوة لا توجد الحق ، وعلى أن ليس للمرء إلا أن يطيع ذوي السلطان الشرعي .

ج ج روسو

" في العقد الاجتماعي "

Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:58

 

إن البشر وهم ذوو ولع طبيعي بالحرية وبممارسة الهيمنة على الغير قد أوجبوا على أنفسهم حدودا يعيشون في كنفها داخل الجمهوريات التي أسسوها. وإذ سنوا هذه الحدود، جعلوا منتهى طموحهم وغاية سعيهم وهدف وجودهم أن يضمنوا بقاءهم الذاتي وأن يحيوا حياة أوفر سعادة بواسطة هذه الطريقة، فغايتهم بعبارة أخرى، أن يتملصوا من حالة الحرب المزرية، وهي كما بينا نتيجة ضرورية للأهواء الطبيعية عندما لا توجد سلطة منظورة تخضعهم وتربط بينهم خشية العقوبات سواء من اجل العمل بالمواثيق التي أبرموها أو لإحترام قوانين الطبيعة.

والسبيل الوحيدة لإقامة هذا النوع من السلطة المشتركة، الكفيلة بصيانة الناس من هجمات الغرباء، ووقايتهم من الأضرار التي قد يسببها بعضهم لبعض ، والقادرة على حمايتهم بحيث تمكنهم مهارتهم و منتوج أرضهم من أن يقتاتوا ويحيوا حياة رضية، هو أن يعهدوا بكل مالهم من سلطة وقوة إلى رجل واحد أو إلى مجلس واحد حتى تصبح كل الإرادات الكثيرة، إرادة واحدة بواسطة قانون الأغلبية. وهذا يعني أن تختار المجموعة رجلا أو مجلسا من النواب للاضطلاع بشؤونها بصفتها شخصية معنويُة، ولابد أن يقر كل امرئ - إحساسا وإدراكا- بأنه هو مصدر الفعل في كل ما يقوم به من وقع تعيينه ، وفي كل ما يمكن أن يأمر به في المسائل المتعلقة بالسلم وبالأمن المشترك ، ولابد بالتالي من أن يخضع كل امرئ إرادته وحكمه لإرادة هذا الرجل وهذا المجلس وحكمهما.

وهذا أمر يتجاوز في عمقه مجرد الموافقة والإجماع لأنه يعني اتحادا حقيقيا تذوب فيه مجموعة الأفراد في ذات شخص واحد. إنه اتحاد ناشئ من ميثاق عقده كل فرد مع سائر الأفراد على نحو خاص و كأنّ كل امرئ يخاطب غيره بقوله : " إنني قد تنازلت له عن حقي في أن أسوس شؤوني بنفسي ، شرط أن تتنازل مثلي عن حقك ، وأن تقبل كل فعل صادر عن هذا الرجل أو عن هذا المجلس ".

وإذا تم ذلك ، سمي اتحاد الكثرة في شخص واحد جمهورية. تلك هي نشأة هذا التنين الكبير أو، لنقل بأسلوب أكثر إجلالا، ذاك الإله الفاني الذي ندين له بما نحن فيه من سلام وأمن في ظل القيوم الذي لا يموت . ذلك لأنه قد منح بموجب السلطة التي استمدها من كل فرد في الجمهورية نفوذا وقوّة لهما من الأثر المهيب في النفوس ما جعله قادرا على صهر إرادات الأفراد جميعا في سبيل ضمان السلام في الداخل ، وتحقيق التعاون الجماعي ضد الأعداء في الخارج . وفي ذاك الإله الفاني تكمن ماهية الجمهورية التي يمكن تعريفها بما يلي : " إنها شخص أوحد على نحو يجعل جمهورا غفيرا من الناس يقيمون فيما بينهم عقودا تعاهد عليها كل فرد منهم مع غيره من عناصر المجموعة، لكي يستطيع هذا الشخص أن يصرف قوى الجميع وثرواتهم على الوجه الذي يراه مجديا لضمان ما ينبغي لهم من سلام وقدرة على مدافعة الأعداء ". ويسمى المؤتمن على شخصية هذه الجماعة صاحب السيادة ، وتوصف سلطته بالسلطة العليا، و يسمّى الآخرون جميعا رعايا .

 

 

هوبز

" التنين "

Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:57

ليست الدولة سلطة مفروضة على المجتمع من خارجه ، كما أنها ليست " حقيقة الفكرة الأخلاقية " ولا " صورة العقل وحقيقته " كما زعم هيغل ، وإنما هي ، بالأحرى، نتاج المجتمع في طور معين من أطوار نموه . إنها شهادة على أن هذا المجتمع قد تورط مع نفسه في تناقض يتعذر حله ، لأنه انقسم شيعا متنافرة عجز عن استبعادها. وحتى لا يفني التنازع الطبقات الإجتماعية ذات المصالح الاقتصادية المتعارضة - وفي ذلك فناء لها وللمجتمع ذاته - تحتمت الحاجة إلى وجود سلطة تكون - في الظاهر- فوق المجتمع ، ويكون واجبها أن تلطف الصراع وتحصر مجاله في الحدود التي تحفظ " النظام ". وهذه السلطة، التي هي وليدة المجتمع ، ولكنها تتخذ مرتبة أسمى من مرتبته وتغدو -تدريجيا- غريبة عنه ، هي الدولة . . .

ولما كان ظهور الدولة ناشئا عن الحاجة إلى كبح التناقضات الطبقية، وكان هذا الظهور - قي الوقت ذاته - في خضم صراع الطبقات ، فان الدولة - عادة- هي دولة أقوى الطبقات ، أي دولة الطبقة المهيمنة اقتصاديا وهي الطبقة التي تغدو - بفضل الدولة- طبقة مسيطرة سياسيا أيضا، فتتوفر لها - على هذا النحو- وسائل جديدة تمكنها من قهر الطبقة المضطهدة واستغلالها ... وهكذا فان الدولة لم توجد منذ البدء، فقد وجدت مجتمعات تدبرت أمرها بمعزل عن الدولة فلم تكوّن أي فكرة عنها ولا عن سلطة الدولة. ولكن ، في طور معين من أطوار النمو الاقتصادي المرتبط -ضرورة- بانقسام المجتمع إلى طبقات ، صارت الدولة ضرورة حتمها هذا الانقسام ذاته .

 

 

فريدريك انغلز

" أصل العائلة والملكيّة الخاصة والدولة "

Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:55

مازلنا نجهل ماهية السلطة. أفلم ننتظر حتى القرن التاسع عشر لنعرف ماهية الاستغلال. ولكن لعلنا مازلنا لا نعرف بعد ماهية السلطة. ولعل ماركس و فرويد لا يكفيان لمساعدتنا في معرفة هذا الشيء المغرق في الإلغاز، هذا الشيء الذي نراه ولا نراه ، الظاهر الخفى، الذي يعترضنا حيثما ولينا وجهنا، والذي نسميه السلطة . فليست نظرية الدولة ولا التحليل التقليدي لأجهزة الدولة بقادرين - دونما شك - على استنفاد مجال ممارسة السلطة وعملها، وإنها لأشد ما يجهله الناس اليوم : فمن يمارس السلطة ؟ وأين يمارسها ؟ فقد صرنا اليوم نعرف على وجه التقريب من يستغل ، وأين يمضي الربح ، والأيدي التي يمرّ بها وأين يستثمر من جديد ، أما السلطة (...) فنحن نعلم حق العلم أن ليس الحكام هم الذين بيدهم السلطة. غير أن فكرة " الطبقة الحاكمة " فكرة غير واضحة تمام الوضوح ولا هي ممحصة غاية التمحيص . " فالسيطرة " و" التسيير " و" الحكم " و " المجموعة الحاكمة " و" جهاز الدولة " إلخ ... جملة من الأفكار تحتاج إلى التحليل . ثم إنه ينبغي أيضا أن نعرف إلى أي مدى يمكن ممارسة السلطة وما هي الوسائط في ذلك وأي المنظمات ، الدقيقة غالبا، في تراتبها، وفي رقابتها، وفي حراستها، وفي موانعها وفي ضغوطها تمارس السلطة. فالسلطة تمارس حيثما يكون ثمة سلطة. فلا أحد - في واقع الأمور- يمتلكها، ومع ذلك ، فهي تمارس دوما في اتجاه معين ، فيكون البعض من جانب ويكون البعض الآخر من الجانب الآخر، ولسنا نعلم من الذي بالتحديد يملك السلطة ولكننا نعلم من لا يملكها (...)

وينتظم كل صراع حول مركز مخصوص من مراكز السلطة ( حول واحد من هذه المراكز الصغيرة التي لا يحصرها العد، والتي قد يكون الواحد منها قائدا صغيرا أو حارس عمارة، أو مدير سجن ، أو قاضيا، أو مسؤولا نقابيا، أو رئيس تحرير جريدة ). ولئن كان تعيين هذه المراكز، وفضحها، و الحديث عنها على رؤوس الملإ من باب الصراع ، فليس ذلك راجع إلى أنه لم يكن أحد على وعي بذلك ، بل أن مرد ذلك إلى أن تناول الحديث في هذا الموضوع ، وكسر الطوق الذي تفرضه شبكة الإعلام المؤسسي ، وتسمية الأشياء بأسمائها، وذكر من فعل ، وما فعل، وتعيين المستهدف ، كل ذلك قلب أول للسلطة وخطوة أولى في طريق صراعات أخرى ضد السلطة (...) فخطاب الصراع لا يقابله اللاشعور، ولكن يقابله الكتمان (...) إنك لتجد سلسلة كاملة من وجوه اللبس متصلة بالمخفي، وبالمكبوت ، وبغير المصرح به ، وهي وجوه تمكن من القيام بتحليل نفسي بخس لما ينبغي أن يكون موضوع صراع . إذ لعل إزاحة الحجاب عن الكتمان أعسر من الكشف عن اللاشعور .

فوكو
Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:52



إما أنا أو الآخر، علينا أن نختار بينهما، هكذا قيل . غير أننا نختار الواحد ضد الآخر، ونؤكد حينئذ النزاع . فيحوّلني الآخر إلى موضوع ثم ينفيني ، وأنا بدوري أحول الآخر إلى موضوع ثم أنفيه ، هكذا قيل . لكن نظرة الآخر لا تحولني في حقيقة الأمر إلى موضوع ، كما أن نظرتي لا تحول الآخر إلى موضوع إلا إذا انسحب كل منا داخل طبيعته المفكرة وأضحى كل منا نظرة لا إنسانية بالنسبة إلى الآخر، إلا إذا أحس كل منا بأفعاله ، لا من حيث أن الآخر يستعيدها ويفهمها، بل من حيث هو يلاحظها كما لو كانت أفعال حشرة. هذا ما يحصل مثلا عندما يسلط علي نظر شخص مجهول .

غير أن الإحساس بوطأة موضعة كل واحد منا بفعل نظرة الآخر، هذا الإحساس لا يصبح ممكنا في هذه الحالة إلا لأنه يحل بدل تواصل ممكن . إن نظرة كلب إلي لا تحرجني البتة. فرفض التواصل هو كذلك ضرب من التواصل. إن الحرية التي تتخذ شتى الأشكال ، والطبيعة المفكرة، وهوية الشخص التي لا يشاركه فيها أحد، والوجود الذي لا قيمة له ولا معنى، كل هذا يرسم لدي ولدى الآخر حدود كل تعاطف ، ويعلق التواصل فعلا، لكن لا يقضي عليه .

فان كان الأمر يتعلق بشخص مجهول لم ينطق بعد تجاهي بكلمة واحدة ؛ يبقى بوسعي الاعتقاد أنّه يعيش في عالم مغاير لعالمي ، عالم لا تستحق فيه أفعالي ومشاعري أي مكان . لكن يكفي أن ينطق بكلمة أو أن تصدر عنه حركة تنم عن نفاد صبره حتى يكف عن الاستعلاء علي . ذلك إذن هو صوته ، وتلك هي أفكاره . ذلك هو إذن المجال الذي كنت أعتقد أنّي لا أطاله . إن أي كائن [ إنساني ] لا يستعلي على الكائنات [ الإنسانية ] الأخرى بشكل نهائي إلاّ متى ظل عاطلا وجاثما على اختلافه الطبيعي .

 

 

موريس مرلوبونتي

" ظاهراتية الإدراك "

Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:51

ثمة قول مأثور ينصح الإنسان بألاّ يخدم سيدين في آن واحد. و الأمر أدهى وأسوأ بكثير بالنسبة إلى الأنا المسكين إذ عليه أن يخدم ثلاثة أسياد قساة، وهو يجهد نفسه للتوفيق بين مطالبهم . وهذه المطالب متناقضة دوما، وكثيرا ما يبدو التوفيق بينها مستحيلا، فلا غرابة إذن أن يخفق الأنا غالبا في مهمته . وهؤلاء المستبدون الثلاثة هم العالم الخارجي والأنا الأعلى و الهو، وحين نعاين ما يبذله الأنا من جهود ليعدل بين الثلاثة معا، أو بالأحرى ليطيعهم جميعا، لا نندم على أننا جسمنا الأنا وأقررنا له بوجود مستقل بذاته ، إنه يشعر بأنه واقع تحت الضغط من نواح ثلاث، وأنه عرضة لثلاثة أخطار متباينة يرد عليها، في حال تضايقه ، بتوليد الحصر. وبما أنه ينشأ أصلا عن تجارب الإدراك ، فهو مدعوّ إلى تمثيل مطالب العالم الخارجي ، غير أنه يحرص مع ذلك على أن يبقى خادما وفيّا للهو، وأن يقيم وإياه على تفاهم ووفاق ، وأن ينزل في نظره منزلة الموضوع ، وأن يجتذب إليه طاقته الليبيدية. وكثيرا ما يرى نفسه مضطرا ، وهو الذي يتولى تأمين الاتصال بين الهو و الواقع ، إلى التستر على الأوامر اللاّشعورية الصادرة عن الهو بتبريرات قبل شعورية وإلى التخفيف من حدة المجابهة بين الهو والواقع ، وإلى سلوك طريق الرّيّاء ا لدبلوماسي و التظاهر باعتبار الواقع ، حتى وإن أبدى الهو تعنتا وجموحا. ومن جهة أخرى، فان الأنا الأعلى القاسي ما يفتأ يراقبه ويرصد حركاته ، ويفرض عليه قواعد معينة لسلوكه غير مكترث بالصعاب التي يقيمها في وجهه الهو والعالم الخارجي . وإن اتفق أن عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى عاقبه هذا الأخير بما يفرضه عليه من مشاعر أليمة بالدونية والذنب . على هذا النحو يكافح الأنا، الواقع تحت ضغط الهو و الرازح تحت نير اضطهاد الأنا الأعلى والمصدود من قبل الواقع ، يكافح الإنجاز مهمته الإقتصادية و لإعادة الانسجام بين مختلف القوى الفاعلة فيه والمؤثرات الواقعة عليه . ومن هنا نفهم لماذا يجد الواحد منا نفسه مكرها في كثير من الأحيان على أن يهتف بينه وبين نفسه : " آه ، ليست الحياة بسهلة ".

 

 

فرو يد

" محاضرات جديدة في التحليل النفسي "

Partager cet article
Repost0
9 février 2010 2 09 /02 /février /2010 19:45

وهكذا فإني و لما رأيت أن حواسنا تخدعنا أحيانا، افترضت أنّ لا شيء هو في الواقع على الوجه الذي تصوره لنا الحواس . وكذلك لما وجدت أن هناك رجالا يخطئون في استدلالاتهم ، حتى في أبسط مسائل الهندسة، ويأتون فيها بالمغالطات ، وأني كنت عرضة للزلل في ذلك كغيري من الناس ، أعتبر باطلا كل استدلال كنت أحسبه من قبل برهانا صادقا. وأخيرا، لما لاحظت أن جميع الأفكار، التي تعرض لنا في اليقظة، قد ترد علينا في النوم ، من دون أن يكون واحد منها صحيحا، عزمت على أن أتظاهر بأن جميع الأمور التي دخلت عقلي لم تكن أصدق من ضلالات أحلامي . ولكني سرعان ما لاحظت ، وأنا أحاول على هذا المنوال أن أعتقد بطلان كل شيء، أنه يلزمني ضرورة، أنا صاحب هذا الاعتقاد، أن أكون شيئا من الأشياء. ولما رأيت أن هذه الحقيقة : أنا أفكر، إذن أنا موجود ، هي من الرسوخ بحيث لا تزعزعها فروض الريبيين مهما يكن فيها من شطط ، حكمت بأنني أستطيع مطمئنا أن أتخذها مبدأ أولا للفلسفة التي كنت أبحث عنها.

ثم إني أمعنت النظر بانتباه في ما كنت عليه ، فرأيت أنني أستطيع أن أفرض أنه ليس لي أي جسم ، وأنه ليس هناك أي عالم ، ولا أي حيّز أشغله ، ولكنني لا أستطيع من أجل ذلك أن أفرض أنني غير موجود، لأن شكي في حقيقة الأشياء الأخرى يلزم عنه بضد ذلك ، لزوما بالغ البداهة و اليقين ، أن أكون موجودا ، في حين أنني ، لو وقفت عن التفكير، وكانت جميع متخيلاتي الباقية حقا، لما كان لي أي مسوغ للاعتقاد أنني موجود. فعرفت من ذلك أنني جوهر كل ماهيته أو طبيعته لا تقوم إلا على الفكر، ولا يحتاج في وجوده إلى أي مكان ، ولا يتعلق بأي شيء مادي ، بمعنى أن " الأنا " أي النفس التي أنا بها ما أنا، متميزة تمام التميز عن الجسم ، لا بل إن معرفتنا بها أسهل .

 

 

ديكارت

                            "مقال في المنهج"

Partager cet article
Repost0
6 février 2010 6 06 /02 /février /2010 21:40
ترافقني مند كنت صغيرا حالة نفسية غريبة جدا ,لم أشعر في حياتي -و ليسامحني الله- أن المطر نعمة,كنت أحسه دائما نقمة و وحشا مفترسا ,كنا  نتنقل بمتاعنا من ركن الى ركن في المنزل خوفا عليه من القطرة ..كانت ليالينا قاسية جدا ولا تنسى..البرد القارس و الخوف من انهيار محتمل في كل لحظة لسقف او جدار قد يأتي على العاقل و غير العاقل..لدلك كنت ارفع راسي الى السماء و اتمنى من الله في صمت "يدوز هد الشتا على خير". انتابني نفس الشعور بالخوف و اعتقد ان معظم أبناء اقليم ازيلال ممن يعيشون خارج الاقليم ,داخل ارض الوطن او في الخارج  انتابهم احساس بالحسرة و الالم و هم يتابعون من خلال نشرة اخبار القناة التانية مشهد مروحيات الدرك الملكي و هي ترمي اهاليهم هناك في قمم النحس بزاد لا يغني و لا يسمن ,وكدا مشهد دراجات الدرك الملكي و هي تبحث عبثا عن مسلك او منفد ممكن لبلوغ تلك الدواوير المنتشرة و المبعثرة هنا و هناك .
المشهد دكرني بما كنت اراه و اسمعه حول ماسي الأهالي هناك،دكرني المشهد باني ولدت و ترعرعت هناك ،و هدا ما لم أنسه و لا يجب ان ننساه اكراما لتلك القطعة من القلب ،و لما لها من جميل كبير على مسار حياتنا ..هناك أحسست طفلا و مراهقا بلعنة الجغرافيا و بمكر التاريخ،أحسست أننا كنا أطفالا متخلى عنهم لغير سبب،أحسست هناك صراحة ان أهالي ايت اومديس،ايت شتاشن،أت معلا،اواريضن ،كرول...هم من يستحق دون غيرهم لقب "أسود الاطلس"،فالاسود تولد في البراري و لا تولد في مصحات مكيفة ، الاسود تولد في ايت عبدي و خنيفرة و ورززات ..و لا في باريس و بوردو و نانسي و روما ولندن..الاسود تولد حيث التظاريس الوعرة و أشهر انواع العقارب و الافاعي و كل صنوف "تمارة".
ما أثارني في هدا الروبورتاج  ايضا هو ان المسؤولين قدموا مروحياتهم و دراجاتهم و مجهوداتهم على انها انجاز غير مسبوق ..لا يا سادتي الكرام أزيلال  الفطواكي و الحنصالي تستحق منكم أكثر
                 رضوان  ايار
Partager cet article
Repost0
6 février 2010 6 06 /02 /février /2010 02:02

http://blogs-static.maktoob.com/userFiles/h/a/hanine98/office/1208376600.pdf

 من انجاز الاستاذ :محمد علي

الصق الرابط على صفحة جديدة و استمتع بمخيال نجيب محفوظ

Partager cet article
Repost0